القائمة الرئيسية

الصفحات

إصلاح التعليم أو إصلاح الإصلاح؟




منذ مدة انخرط المغرب في مجموعة من الإصلاحات المتعلقة بميدان التعليم. الشعارات المرفوعة من طرف الحكومة كبيرة وتثبت الأهمية التي توليها الجهات العليا للتعليم لذلك تم تعيين وزير سيادي على القطاع هو التقنوقراطي رشيد بلمختار. لكن السؤال المطروح هو أي إصلاح يتحدثون عنه؟ هل هو إصلاح جذري يشمل القطاع ككل؟ أم إصلاح الإصلاحات السابقة التي أثبتت فشلها الذريع في الرقي بأوضاع التعليم التي تزداد تقهقرا سنة بعد أخرى؟

إن أي إصلاح ينزل من الفوق كأنه قرآن منزل لن يكون ذا جدوى. إصلاح يقوم به أشخاص ذووا بذلات أنيقة وربطات عنق ومكاتب مكيفة في العاصمة الرباط لن يراعي أبدا ظروف وإكراهات العمل في كل منطقة سواء كانت حضرية أو قروية.

أي إصلاح قادم يجب أن يكون تشاركيا، وأن ينطلق من الأسفل أي من الفاعلين التربويين باعتبارهم أكثر الأشخاص دراية بمعوقات التعليم ببلادنا، هم أكثر وعيا بإكراهات وظروف العمل خاصة في المناطق النائية،هم أكثر دراية بمشاكل التلاميذ والحواجز التي تعيق تحقيقهم لأهداف التعلم، وهم أدرى كذلك بأسباب وظروف الهدر المدرسي.

أي إصلاح قادم لا يراعي مشاكل العاملين في القطاع ولا يروم تحسين ظروف اشتغالهم وتحقيق التكافؤ بينهم على أساس المردودية لا على أساس الشواهد  المحصل عليها هو إصلاح ناقص. فالأستاذ هو محور الإصلاح وبالتالي يجب تحسين ظروف اشتغاله وإعادة الاعتبار لمكانته في المجتمع كمربي الأجيال لا أن نختصره في صور نمطية تهدف بالأساس إلى النيل منه وجعله المشجب الذي تعلق عليه ليس مشاكل التعليم فقط، بل مشاكل البلد ككل.
هل اعجبك الموضوع :

Comments